محمـــد القاطرجـــي (أبو سميح) - صـــراع مع الحيـــاة
ولد محمد القاطرجي بعد أربعين يوماً من وفاة والده محمد فسمي على اسم أبيه، نزل إلى معترك الحياة وهو في الثانية عشر من عمره فعمل أجيراً لدى أحد أقربائه، ولكن ذكاءه الحاد وطموحه الكبير جعلاه يبدأ عملاً صغيراً خاصاً به، مما دفع بصاحب العمل إلى طلب مشاركته، إلى أن انفصل عنه بعد فترة وأصبح لديه عمله المستقل
لم يقف طموح الشاب محمد عند حد الاكتفاء بمحلِّه الجديد الذي افتتحه بل اشترى المحلَّ تلو الآخر، وتخصص إضافة إلى عمله في الخراطة الميكانيكيّة بصب أكسسورات الفونط و"وجاقات" التدفئة الحطبيّة التي لا زالت إلى الآن معروفة وموجودة في كثير من المنازل الجبليّة وتُوارث عبر الأجيال
عمد الحاج محمد إلى توسيع أعماله فشارك "أوهانس قصارجيان" في تأسيس مصنع لصب قطع أكسسورات الفونط، واستمرت هذه الشراكة مدة من الزمن إلى أن اتّفق الفريقان على أن يكون لكل واحد منهما مملكته الخاصة، فتخصص "قصارجيان" بقطع الاكسسورات وطور هذا العمل حتى أصبح مصنعه أشهر مصنع في لبنان، أما الشاب محمد فلقد انصرف إلى صناعة أكثر تعقيداً وصعوبة، وهي صناعة ماكينات البلاط وأسّس مصنعه في الدكوانة الذي نافس فيه أكبر المصانع الأوروبية وكان إنتاجه يباع في الدول العربية كافة
توفي الحاج محمد القاطرجي في بداية الحرب اللبنانية عن عمر يناهز الواحد والسبعين قضى معظمها في العمل والعطاء